لحياة الزوجيه السعيده
\\
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله فقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن محمدا سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الغرر .. أما بعد
لقد شرع الزواج لعبادة لكي يكون لهم راحة وطمأنينة وسعاة وهناء .
يقول الله تبارك وتعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلت لآيات لقوم يتفكرون ) .
نعم ليسكن إليها ولم يقل ليسكن معها مما يؤكد معنى الاستقرار في السلوك والهدوء في الشعور ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها .
إن الأساس في العلاقة الزوجية الصحيحة أن يكون قائما على الود والأنس والتآلف والترابط .
علاقة عميقة الجذور بعيدة الأمد تشبه علاقة الإنسان بنفسه كما قال تعالى ( هن لباس لكم وأنهم لباس لهن ) .
أيها الأخوة
إن أعظم ماتقوم عليه العلاقة الزوجية الإيمان بالله عز وجل والقيام بطاعة الله والتعاون في سبيل الله والتواصي عل الخير والحق ، يقول عليه الصلاة والسلام رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ أمرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها – أي رش الماء عليها رشا رفيقا – ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقضت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) أحمد والنسائي .
إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية ولاشهوانية بهيمة إنها علاقة روحية كريمة وحينما تصح هذه العلاقة وتصدق هذه الصلة فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) .
أيها الأخوة
إن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها المعاشرة بالمعروف ولايتحقق ذلك إلا بمعرفة كلا الزوجين مايجب عليه للآخر وإن طلب الكمال في البيت وأهل البيت متعذر .
ومن رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات والغض عن بعض المنغصات والرجل وهو رب الأسرة مطالب بمعرفة ذلك وقد علم أن المرأة ضعيفة في خلقها وخلقها إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها طلاقها .
يقول نبيكم عليه الصلاة والسلام ( واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج مافي الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا ) خ م .
فالاعوجاج من أصل الخلقة فلا بد الصبر عليه وعلى الرجل إذا نظر إلى الخطأ أن يتذكر الجوانب الفاضلة والطيبة في المرأة فهي أكثر من ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لايغرك مؤمن مؤمنة – أي لايبغض ولايكره – إن كره منها خلقا رضي منها الآخر ) م .
وليتأن في ذلك كثيرا فلئن رأى مايكره فهو لايدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح .
يقول الله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .
وكيف تكون الراحة وأين يكون السكن والمودة إذا كان رب البيت ثقيل الطبع سيء العشرة ضيق الأفق يغلبه حمق ويعميه تعجل بطيء في الرضا سريع في الغضب ، إذا دخل فكثير المن وإذا خرج فسيء الظن .
وقد عُلم أن حسن العشرة وأسباب السعادة لاتكون في اللين والبعد عن الظنون الكاذبة والأوهام التي لا أساس لها وإن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظن يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح .
أيها الأخوة
لقد ضرب نبيكم صلى الله عليه وسلم أعظم الأمثلة الرائعة في العشرة الزوجية وقال عليه الصلاة والسلام ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) ابن ماجه وابن حبان .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا لينا من غير ضعف حكيما في تعامله مع زوجاته صلوات الله وسلامه عليه .
أيها الأخوة
إن الجمع بين المودة والرحمة له كمال العشرة وحسنها فإن عدمت المودة فلا تعدم الرحمة ، الرحمة بهذه المرأة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
وإن من الرجال من يظن أن الطاعة الواجبة له تقتضي العبودية والإذلال وظلم واستبداد وقهر وطغيان بل هي طاعة ومودة وحنان وحب ووئام .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولاينزع من شيء إلا شانه ) .
فالرفق تاج المعاملة ، وعن معاوية ــــ قال قلت يارسول الله ماحق زوجة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا كسيت ولاتضرب الوجه ولاتقبح ولاتهجر إلا في البيت ) أحمد وأبو داوود صحيح .
مايضرب المرأة بغير إلا لئيم ظالم غاشم .
أيها الأخوة
إن الرفق والتعامل الحسن لايعني السكوت على المنكر والرضا به .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلوّن وجهه وقال ياعائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله قالت فقطعناه فجعلناه من وسادة أو وسادتين وفي رواية قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه تصاوير فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه وقال إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور ) خ م .
أيها الأخوة
اعلموا أنه بحصول الوئام تتوفر السعادة وسيتهيأ الجو الصالح للتربية وتنشأ الناشئة في بيت كريم مليء بالمودة عامر بالتفاهم بين حنان الأمومة وحب الأبوة بعيد عن صخب المنازعات والاختلاف وتطاول كل واحد على الآخر فلا شقاق ولانزاع ولا إساءة إلى قريب أو بعيد .
د.أحمد بن صالح الطويان
****
\\
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله فقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن محمدا سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة الغرر .. أما بعد
لقد شرع الزواج لعبادة لكي يكون لهم راحة وطمأنينة وسعاة وهناء .
يقول الله تبارك وتعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلت لآيات لقوم يتفكرون ) .
نعم ليسكن إليها ولم يقل ليسكن معها مما يؤكد معنى الاستقرار في السلوك والهدوء في الشعور ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها .
إن الأساس في العلاقة الزوجية الصحيحة أن يكون قائما على الود والأنس والتآلف والترابط .
علاقة عميقة الجذور بعيدة الأمد تشبه علاقة الإنسان بنفسه كما قال تعالى ( هن لباس لكم وأنهم لباس لهن ) .
أيها الأخوة
إن أعظم ماتقوم عليه العلاقة الزوجية الإيمان بالله عز وجل والقيام بطاعة الله والتعاون في سبيل الله والتواصي عل الخير والحق ، يقول عليه الصلاة والسلام رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ أمرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها – أي رش الماء عليها رشا رفيقا – ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقضت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) أحمد والنسائي .
إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة دنيوية مادية ولاشهوانية بهيمة إنها علاقة روحية كريمة وحينما تصح هذه العلاقة وتصدق هذه الصلة فإنها تمتد إلى الحياة الآخرة بعد الممات ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) .
أيها الأخوة
إن مما يحفظ هذه العلاقة ويحافظ عليها المعاشرة بالمعروف ولايتحقق ذلك إلا بمعرفة كلا الزوجين مايجب عليه للآخر وإن طلب الكمال في البيت وأهل البيت متعذر .
ومن رجاحة العقل ونضج التفكير توطين النفس على قبول بعض المضايقات والغض عن بعض المنغصات والرجل وهو رب الأسرة مطالب بمعرفة ذلك وقد علم أن المرأة ضعيفة في خلقها وخلقها إذا حوسبت على كل شيء عجزت عن كل شيء والمبالغة في تقويمها يقود إلى كسرها وكسرها طلاقها .
يقول نبيكم عليه الصلاة والسلام ( واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج مافي الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا ) خ م .
فالاعوجاج من أصل الخلقة فلا بد الصبر عليه وعلى الرجل إذا نظر إلى الخطأ أن يتذكر الجوانب الفاضلة والطيبة في المرأة فهي أكثر من ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لايغرك مؤمن مؤمنة – أي لايبغض ولايكره – إن كره منها خلقا رضي منها الآخر ) م .
وليتأن في ذلك كثيرا فلئن رأى مايكره فهو لايدري أين أسباب الخير وموارد الصلاح .
يقول الله تعالى ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) .
وكيف تكون الراحة وأين يكون السكن والمودة إذا كان رب البيت ثقيل الطبع سيء العشرة ضيق الأفق يغلبه حمق ويعميه تعجل بطيء في الرضا سريع في الغضب ، إذا دخل فكثير المن وإذا خرج فسيء الظن .
وقد عُلم أن حسن العشرة وأسباب السعادة لاتكون في اللين والبعد عن الظنون الكاذبة والأوهام التي لا أساس لها وإن الغيرة قد تذهب ببعض الناس إلى سوء ظن يحمله على تأويل الكلام والشك في التصرفات مما ينغص العيش ويقلق البال من غير مستند صحيح .
أيها الأخوة
لقد ضرب نبيكم صلى الله عليه وسلم أعظم الأمثلة الرائعة في العشرة الزوجية وقال عليه الصلاة والسلام ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) ابن ماجه وابن حبان .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقا لينا من غير ضعف حكيما في تعامله مع زوجاته صلوات الله وسلامه عليه .
أيها الأخوة
إن الجمع بين المودة والرحمة له كمال العشرة وحسنها فإن عدمت المودة فلا تعدم الرحمة ، الرحمة بهذه المرأة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
وإن من الرجال من يظن أن الطاعة الواجبة له تقتضي العبودية والإذلال وظلم واستبداد وقهر وطغيان بل هي طاعة ومودة وحنان وحب ووئام .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الرفق لايكون في شيء إلا زانه ولاينزع من شيء إلا شانه ) .
فالرفق تاج المعاملة ، وعن معاوية ــــ قال قلت يارسول الله ماحق زوجة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا كسيت ولاتضرب الوجه ولاتقبح ولاتهجر إلا في البيت ) أحمد وأبو داوود صحيح .
مايضرب المرأة بغير إلا لئيم ظالم غاشم .
أيها الأخوة
إن الرفق والتعامل الحسن لايعني السكوت على المنكر والرضا به .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلوّن وجهه وقال ياعائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله قالت فقطعناه فجعلناه من وسادة أو وسادتين وفي رواية قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه تصاوير فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه وقال إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور ) خ م .
أيها الأخوة
اعلموا أنه بحصول الوئام تتوفر السعادة وسيتهيأ الجو الصالح للتربية وتنشأ الناشئة في بيت كريم مليء بالمودة عامر بالتفاهم بين حنان الأمومة وحب الأبوة بعيد عن صخب المنازعات والاختلاف وتطاول كل واحد على الآخر فلا شقاق ولانزاع ولا إساءة إلى قريب أو بعيد .
د.أحمد بن صالح الطويان
****
غاليتي